بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أسعد الله صباحكم ومساكم ..
قد يتعرض أحد منا للظلم في هذه الدنيا .. وقد يتجرع كأس القهر والذل من فلان وغيره ..
مهما زادك ظلم الناس قهرا" وألما" فاعفو عنهم حتى لو كان الأمر بالغ المشقه واطمع أنك بعفوك عنهم
أن يعفو الله عنك ويتجاوز عن سيئاتك ويكرمك بكرمه واطمع بالخير العظيم من عنده ..
لن تنفعك عقوبة من دعوت عليه إن حلت به عقوبه .. فالدنيا ستزول..وكل شيء سيفنى ..
اعفو عن من ظلمك .. فلعل عفوك هو سبب رحمة الله لك .. وسبب علو منزلتك في الجنه ..
وهو أيضا" سبب في صفاء القلوب .. فلعل العداوه تتحول لمحبه ..فعسى من كرهك أن يندم ويحبك ..
وتذكر أن حسن الخلق يثقل في الميزان .. وتذكر أنك إن كنت رحيم فالله أرحم منك .. وإن كنت كريم
فالله أكرم منك ..
هنا كلام قيم نقلته بتصرف من موقع سلسلة العلامتين ابن باز والألباني للنصائح والتوجيهات ..
.. أختي الكريمة
أتحب أن يعفو الله عنك ؟!
أتحب أن يعزك الله ؟!
أتحب أن يتجاوز الله عنك ؟!
إنه سبحانه عفو يحب أهل العفو، فإن عفوت عن الناس أحبك الله سبحانه كما قال سبحانه : { الَّذِينَ
يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } (آل عمران : 134 )
افتح قلبك لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة والتابعين للاقتداء بهم :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما نقصت صدقة من مال ،
وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله » رواه مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « كان تاجر يداين الناس فإذا رأى
معسرا قال لفتيانه : تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنا فتجاوز الله عنه » رواه البخاري ومسلم
عن أنس رضي الله عنه قال : « كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني
غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه
وسلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت
إليه فضحك ثم أمر له بعطاء » رواه البخاري ومسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شتم أبا بكر رضي الله عنه والنبي صلى الله عليه وسلم جالس
يتعجب ويبتسم فلما أكثر رد عليه بعض قوله فغضب النبي صلى الله عليه وسلم فلحقه أبو بكر فقال : يا
رسول الله كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت فقمت ، فقال صلى الله عليه
وسلم : « كان معك ملك يرد عليه فلما رددت عليه وقع الشيطان ثم قال: يا أبا بكر ثلاث كلهن حق: ما من
عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله عز وجل إلا أعز الله بها نصره، وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا
زاده الله بها كثرة، وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة » رواه أحمد.
فيغضي : يعفو عنها.
عطية : أي باب صدقة يعطيها لغيره.
مسألة : أي يسأل الناس المال.
فوائد العفـــــــو
قال تعالى { وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى } (البقرة : 237 )
لنتفكر في هذه الآثار
> قال عمر رضي الله عنه: كل الناس مني في حل.
> جلس ابن مسعود رضي الله عنه في السوق يبتاع طعاما فابتاع ثم طلب الدراهم وكانت في عمامته
فوجدها قد حلت فقال : لقد جلست وإنها لمعي فجعلوا يدعون على من أخذها ويقولون : اللهم اقطع يد
السارق الذي أخذها، اللهم افعل به كذا ، فقال عبد الله : اللهم إن كان حمله على أخذها حاجه فبارك له
فيها ، وإن كان حملته جراءة على الذنب فاجعله آخر ذنوبه .
> أتي عبد الملك بن مروان بأسارى ابن الأشعث فقال لرجاء بن حيوة : ماذا ترى ؟ قال : إن الله تعالى قد
أعطاك ما تحب من الظفر فأعط الله ما يحب من العفو فعفا عنهم.
> عن سعيد بن المسيب قال : ما من شيء إلا والله يحب أن يعفى عنه ما لم يكن حدا عن عباده. > قال
بعضهم : ليس الحليم من ظلم فحلم حتى إذا قدر انتقم ولكن الحليم من ظلم فحلم حتى إذا قدر عفا.
لايستحق العفو
قد يقول البعض إن هذا لا يستحق العفو..!
نحن نتعامل مع الله ولا ننسى إننا نقدم أولا الخير لأنفسنا قبل أن يكون للناس ، ومن أكبر الأمثلة للعفو قصة
سيدنا يوسف عليه السلام مع إخوته حينما عفا عنهم بقوله { قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ }
(يوسف : 92 )
انتهى ..
/
\
/
دمتـــــم برعايـــــة اللــه